الباب الحادي عشر من كتاب النسائم المدنية في شرح القصيدة الخضرية

دروس

الباب الحادي عشر من كتاب النسائم المدنية في شرح القصيدة الخضرية وتبلغ بالرضوان أبلغ غاية وبالسخط إحباط لعهدك والورد”. يقول الشيخ في هذا البيت مرتبط بسابقه ، إذ هو تأكيد لمعنى الرضا بالله وترك التسخط على أحكامه وتقديره ، لأن في ذلك السخط إحباط لعهدك مع الله منذ ألست بربكم ، فمن رضي بالله رباً رضي بأحكامه ،ولذلك قال الإمام علي كرم الله وجهه في حكمه : صحة الود من كرم العهد. والرضا ضد السخط وهو ثمرة من ثمار المحبة ، وهو باب الله الأعظم إذ يفرغ القلب لله ، بخلاف السخط فهو يفرغ القلب من الله ، والرضا كما عرفه بن عطاء الله : هو سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنه اختار له الأفضل فيرضى به . وقد ذكر ابن أبي الدنيا ( رحمه الله ) عن بشر بن بشار المجاشعي ـ وكان من العلماء ـ قال:قلت لعابد:أوصني قال : ألق بنفسك مع القدر حيث ألقاك , فهو أحري أن يفرغ قلبك , ويُقلّل همك . وإيّاك أن تسخط ذلك , فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به . وعن وهب بن منبه ( رحمه الله ) قال : ( وجدت في زبور آل داود : هل تدري مَن أسرع الناس مرّاً علي الصراط؟ الذين يرضون بحكمي , وألسنتهم رطبة من ذكري .هل تدري أي الفقراء أفضل ؟ الذين يرضون بحكمي وبقسمي , ويحمدوني علي ما أنعمت عليهم. هل تدري أي المؤمنين أعظم منزلة عندي ؟ الذي هو بما أعطي أشد فرحاً منه بما حبس.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *