الشيخ جابر البغدادي : حب الرسول شرف أعز الله به قلوبا مخصوصة

مقالات

الشيخ جابر البغدادي : حب الرسول شرف أعز الله به قلوبا مخصوصة   قال الشيخ جابر البغدادي، إن الله عز وجل خلق قلوبًا ليس لها بضاعه إلا حب ليس  النبي صل الله عليه وسلم.   وأضاف الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، إن الله تعالى أعطى للبشرية هدية ثمينة لا يعلمها إلا من زرع الله فى قلبه النور والبصيرة وهى وجود الرسول الكريم صل الله عليه وسلم، متسائلا أهناك اعظم من الرسول!، ومن هو أعظم منه شرفًا،و من أعظم منه نسبًا،  ومن  أعظم من ابًا،  ومن أعظم منه جدًا، إنه ابن ابراهيم الخليل بن إسماعيل.   وأشار إلى قول الرسول الكريم  ﷺ ” أنا خيارٌ من خيارٍ من خيارْ”، فمن حيث الخِلقه فهو من أنفس الخلق، و لقد جائكم رسولٌ من أنفَسِكم، اى من أحسنكم، ومن حيث الإصطفاء فيقول إن الله قد اطلع على قلوب بنى ادم لم يجد أنقى ولا رقى وأتقى ولا أصفى من قلب سيدنا محمد ﷺ ، اذًا هو ﷺ خير خلق الله على الاطلاق، بل هو رحمة الله الشامله لسائر عوالم الدنيا والآخرة وانه ﷺ مهبط الآيات، وعرش التجليات، وأنه بحر الله الرائق الصافى الذى أفاض فيه أنواره وتجلياته للوجود،  وأنه حبلة وصلة كل كائن وموجود، وأنه لم يعد ولم يكن لكل كائن فى الوجود قَدم إلا ما نال من نور خضرته فى القِدَم.   وأضاف الشيخ جابر البغدادي، أنه ليس لأحد فى الوجود قيمه إلا على قدر ما أخذ من نوره ﷺ،  ومع ذلك قالوا  لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ، فالله يريد أن يعلم النبي ﷺ شيء عظيم جدًا فى هذا الحديث، وهو طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله آيه تطيب بخاطره حتى لا يضره من يكذبه او يستنكر عليه بعد ذلك، فقال له سيدنا جبريل أترى هذا الوادى، أدعو إليك أى شجرة من شجر الوادى، فنادى رسول الله ﷺ على شجره، يقول الراوى فقامت الشجرة تخد الارض خدا،اى شقت الأرض وجاءت إلى عنده، فسلمت عليه،فقال جبريل عليه السلام أأمرها ان ترجع، فأمره ان ترجع فرجعت.   وأشار إلى أن سيدنا جبريل قال للنبي ﷺ: أترى هذا الوادى أدعو إليك أى شجره فرسول الله اختار شجرة واحده، ولو نادى على كل أشجار الوادى لا يسعهم إلا ان يأتو سجدًا له ﷺ، إذا حضرة النبى ﷺ مخصوص له اشخاص، ليس أي أحد ينادى عليه فيأتى،  فالنداء المحمدى يكون لأناس معينين بعينهم مخصوص لهم { يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاء } ورسول الله هو رحمة الله ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )، واراد الله ان يصور تشبيه مجازى جميل قال جبريل أدعو إليك أى شجره فنادى النبي على شجرة واحدة فقط التى نادى الرسول عليها، فلم يسعها تلك الشجرة إلا ان قطعت الارض تلبيةً لهذا النداء.   وأضاف ” البغدادي ” أن الحب نداء ما من قلب سمعه لا يسعه إلا العشق، فهذة الشجرة سمعت النداء، فما من شجرة سمعت فلا يسعها،  إلا أن تخرج من منبتها وتتدلل وتتذلل وتتوسل وتتبتل وتسجد بين يديه لا بيعها إلا أنها تتوسل إليه وتسجد بين يديه وتصلى وتسلم عليه فطيب ذلك خاطر صلى الله عليه وسلم، وكأن الله يقول له، ليس أي أحد يؤمن بك وليس اى أحد يسلم عليك وليس اى أحد يوفقك للصلاة عليك إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.   وقال إن حب النبي ﷺ نداء والله يريد أن يقول له أينما تتجلى عيون النبي  بالنظر على أي أحد من الأمة، إلا أن يحب النبي ﷺ لا يسعه إلا أن يصلى على النبي ﷺ فأنت لا تعرف كيف تحب النبي، لكن النبي بالتأكيد أحبك، فأنت لا تعرف الاشتياق الى النبي ﷺ، لكن هو بالتأكيد اشتاق لزيارتك،  متسائلا : ألم يرى الإنسان حينما  إنتقل رسول الله ﷺ وانقطع سيدنا بلال حزنا ولم يدخل المدينة منذ وقتها،  فجأءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام وقال له لم كل هذة الجفوة يا بلال ألا تأتى وتزورنى.   وتابع الشيخ جابر البغدادي كلامه قائلا : إن سيدنا بلال دخل المدينة هائمًا يتقلب على وجهه من الشوق حتى إنكب على الروض المبارك قدره، يبكى يسلم ويصلى على سيدنا رسول الله ﷺ فلما أذن ضجت المدينة بالبكاء، وظن الناس أن رسول الله  قد بعث من جديد،  إذا فرسول الله ﷺ مخصوص له شجر يأتى إليه، ليس كل شجر الوادى أتى إليه ولو نودى كل شجر الوادى لأجاب، لكن النبي ﷺ اختص من شجر الوادى شجرة،  فإن وجدت نفسك تسوقك إلينا فقد بايعناك وإن وجدت نفسك تصدك عنا فقد باعدناك، يختص برحمته من يشاء.   وأضاف أن الله سبحانه وتعالى قال ” سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ “، فهو مخصوصٌ له أناس مجهزين أزلًا، وإن الله خلق قلوبًا ليس لها بضاعه إلا الحب ليس لها بضاعه إلّا النبي، أناس كل عبادتها النبي ﷺ، لافتا إلى قول رجلا للنبي ﷺ أَجْعَلُ لك صلاتي كُلَّهَا؟. قَالَ: (إِذًا يُكْفَى هَمُّكَ وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ وَيُقْضَى دَيْنَك). أخرجه الترمذي في سننه من حيث أبي بن كعب رضي الله عنه.     وبين ” البغدادي “، أن فى أمر الشجرة هذا تصوير صنعه الله للنبي، لكنه حدث على الحقيقة، فهو آيه ومعجزة الله، فالله خلقها للنبي ليعرفه أنه لو نظر إلى الجماد لرق له حنينًا وان عيونه ﷺ المكحله المنوره من النور الإلهى من النور القرآنى من النور الفرقانى العيون المنعوته فى ايات بقول الله ” مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى” تلك العيون إذا تولت عاشق لا يسعه إلا التهتك فى العشق، وتلك العيون إذا تولت قلب لا يدخله النفاق، تلك العيون إذا تولت عبد لا يحتمل قلبه ان تعتريه الأغيار، ويكن غريقًا فى الانوار وإلا كيف تفهمون قول الله عز وجل ( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) هذا النبي نظر إلى شجرة من شجر الوادى، فقطعت الارض وخدت الارض خدا حتى وقفت تتزلل بين يديه تقول السلام عليك يا رسول الله.     ووجه الشيخ جابر البغدادي، كلامه  فى آخر حديثة لكل محب للرسول الكريم صل الله عليه وسلم قائلا : ” أنت أيها المحب النبي ﷺ يناديك وينظر اليك فلابد ان تكون اولى من هذه الشجرة به ﷺ.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *