الشيخ جابر البغدادي : يوضح فضل كرمات صاحب القرآن الكريم 

مقالات

الشيخ جابر البغدادي : يوضح فضل كرمات صاحب القرآن الكريم قال  الشيخ جابر البغدادي،  إن ليس لصاحب القرآن كرامه افضل من ان يؤتى به فيقال له: إقرأ، وأرتقِ، ورتل، فى عالم الدنيا كمن قرايء القرآن يقرأ ويسمعه الخلق، أما فى المشهد الأسنى سيقرأ ويسمعه الحق. وأضاف الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسة العلمية بمدينة بني سويف، أنه كلما يقرأ ترتفع الغشاوه والبراقع عن الأحداث، حتى إذا ذكر حادثة فيها الجنة، وتنكشف الأستار لعين بصيرته الروحيه فيرى الجنه عيانًا، وليس يراها بعينه إنما يراها بعين الله، فلا تضيق المشهد، أنت تقرأ على نفسك ثم تقرأ على ضيوفك فقط، و لانريد أن نقرأ على الله، ولكنها تأتى بالترتيب إقرأ، وارتقى، ورتل. وأوضح أن كلمة ” اقرأ ” للسطور وارتقى للنور ورتل بلساننا  فيعطى العبد حلاة الترتيل لنغمات التنزيل، ويعطى شهود التأويل فى حضرة الله، فيقرأ هذه الروايه برواية شاهد يقرأ لحاضر ويقرأ عن حاضر، وهذا الذى كان مشهد سيدنا النبى ﷺ لما قرأ القرآن، فرسول الله يا عباد الله لم يكن يقرأ قراءة غائب وغافل، وحينما كان يقرأ  النبي ﷺ  القرآن كانت تغيب مشاهده كلها عن الملك وعن الملكوت، كان فى المحادثه والمؤانسه، بل انه كان فى شهد أعلى من ذلك، الذى كان يقول عنه الشيخ أحمد الدرديرى  :”  وهبنى أيا رباه كشفًا مقدسا…. لأدرى به سر البقاء مع الفنى”. وأشار الشيخ جابر البغدادي، إلى أن هناك قوم بعد الإستقامة يحدث لها تلوث، لأن الإستقامة لم توفى حقها، الله عز وجل قال  {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} ، قالوا لرسول الله ﷺ لقد قلت يا رسول الله ” شيّبتنى هود وأخواتها ”  فما الذى شيّبك فى هود، قال قول ربى {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}، شيبته ﷺ لانه يعلم عظمة الآمر ويعرف عظمة الأمر، فالإستقامة ليست إستقامة على هواك، يستفتى الرجل شيخه فى أمر فإن أعجبته الفتوى يقول لا أقدر على ترك أمر الشيخ وإن لم تعجبه، ويفعل ما يبغاه. وتابع قائلا : ” إن من لم تحترق بدايتة لا تشرق نهايتة،و لابد ان نستقيم كما أمر الله وكما جاء على لسان رسول الله والاقتداء به فى اقواله واحواله وسائر الأطوار التى نقدر عليها وما لا تقوى عليه، اعترف بعجزك ثم حب كما فى الابيات : ” اهٍ لو طهرت القوب.. ما شبعت من كلام الله، واهٍ لو طهرت القوب….. ما شبعت من كلام الله “، لافتا إلى النبي عليه الصلاة والسلام الله أعطاه ما هو أعظم من المكاشفه، أعطى له ما هو أعظم من المحادثه، أعطى له ما هو أعظم من المشاهده، أعطى له ما هو اعظم من المؤانسة، ومن المحادثة، ومن المجالسة، ومن كل هذه المواطن الشريفة، وأن الرسول وصل إلى رتبة أنه يكون هو مشهد الحضره، وليس مشاهد الحضرة. ونوه الشيخ جابر البغدادي، إلى أن ليست العبرة بأن تجتمع بالنبي فتشاهدة، إنما العبرة ليس ان تكون من الذين إذا رؤوا ذكر الله فتكون كل حركاتك وسكناتك ربانية محمدية فيها وجه الدلالة على الله، مطالبا بالنظر إلى منطق النبي ﷺ ” القران” ﴿فَإنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ﴾ ما الذى يسرته بلسانه يارب العالمين القرآن، مشيرا إلى أنه لا يستطيع أحد ان يتكلم مع الله وليست هناك أذن فى الدنيا تقدر ان تحتمل مخاطبة الحق لذلك خاطبنا الحق بلسان رسول الله، ولم يكلمنا الله بلسان رسول الله جفاء، إنما كان ذلك عين المودة،  وإلا كان اوحى الله إلى كل واحد منا،  فقد اوحى الله إلى النمل، وأوحى الله إلى النحل، وأوحى الله إلى ام موسى،  واوحى الله إلى الحواريين، و أوحى الله إلى الكثير. واختتم الشيخ جابر البغدادي كلامه قائلا : ” إنما فى القرآن لا أحد يحتمل، فكانت مخاطبة الله لنا بلسان نبينا ﷺ هى عين المودة، وهذه إشاره إلى من يعتقد أنه لمجرد أنه تشابه مع رسول الله فى التكوين الشكلى الظاهرى،  فإنه أصبح مثل النبي ﷺ وكل ما لرسول الله عنده أنه يقلد السنة بجفاء لا تصل للصفاء، وتقليد السنة على محمل الجفاء لا يوصلنا أبدا إلى الصفاء.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *