الشيخ جابر بغدادي: التصوف منهج روحاني وسطى يرفض التشدد والإرهاب

مقالات

قال الشيخ جابر بغدادي وكيل الطريقة الخلوتية الجودية ورئيس مؤسسة القبة الخضراء، إن البعض جعل التصوف هو الحل لمواجهة التطرف، والحقيقة أن التطرف هو أخذ النص على مفهوم واحد وجعل العلم سيف لقطع الرقاب، والنبي صلى الله عليه وسلم، علمنا أنه مهما يكون العلم مغموس فى غمد الرحمة كان عين الجهالة، وهناك قصة أود الاستشهاد بها، لكى نعرف الفرق بين التصوف والتطرف، ففي الشريعة إن رأيت العاصي تقتله وبالحقيقة إن رأيت العاصي تعذره وتبحث له عن حل وأنا قولت من قبل أن العبرة ليس أن أصدر حكم، وإنما الولاية أن أجيب براءة.

وتابع “بغدادي” في تصريحات خاصة لجريده الدستور قائلا: النبي صلى الله عليه وسلم جاء له شاب، يريد أن يزنى فقال للنبي يا رسول لله صرحلى بالزنا، فماذا قال النبي للصحابة رضوان الله عليهم فهل قال النبي للصحابة أضربوه أو أجلدوه أو طبقوا عليه حكم من أساء الأدب  لم يحدث ذلك، بداية استخدم معه طريقة النصح أي الشريعة، وقال له هل ترضى ذلك لوالدتك هل ترضى ذلك لأختك، فقام النبي ببسط كفية على صدر هذا الشاب وقال النبي ثلاث كلمات “اللهم أغفر ذنبه وأشرح صدره وطهر قلبه”، ويقول ذهبت للنبي وليس أحب إلى قلبي من الزنا ومشيت وليس أغضب على قلبي من الزنا”، وهذا الكلام مدلوله أن هذا هو العبد المسلم الصوفي فى رقي الحقيقة المحمدية أنسان وارث أنوار نبوية يعمل بالشرع على نهج المحبة، هو خليفة فى الأرض ليجمع الناس على الله ولا يجعل الشرع سيفاً يقتل به رقاب أهل الله، فأنت بالشريعة تعبد وبالطريقة تشهد وتوحده. وأوضح “بغدادي” أنه عندما نعالج التطرف بالتصوف يجب أن نعلم أن التصوف هو منهج روحاني وسطى يرفض التشدد ويرفض الإرهاب ويرفض التطرف لذلك لم يخرج من عباءة الصوفية إرهابي واحد، لأن الصوفية أهل محبة وصفاء ووسطية وكذلك أهل الصوفية لم يلهثوا وراء السلطة مثلما فعل غيرهم ولكن السلطة والحكم تأتي إليهم وتحت أقدامهم دون أن يسعوا إليها.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *