الشيخ جابر بغدادي لبوابه دار الهلال بالتصوف نواجه التطرف والإرهاب الفكري (حوار)

أخبار

“أنا لست عالمًا أو فقيهًا أو شاعرًا، وإنما مؤذن معارج حي على الوداد لأجمع الخلق بالحب على الحق فنحن إلى الحب أحوج من كثير من علوم فرقت جماع الأمة.. فالحب نداء أزلي من قلب سمعه إلا عشق.. ليست بحور الشعر متن قصائدي ولكن بحور الفيض والبركات”.. بهذه العبارات والكلمات بدأ الشيخ جابر البغدادي، تعريف نفسه، في حوار لبوابة “دار الهلال”. الشيخ جابر البغدادي، الذى احتل مكانة خاصة لدى أبناء المحافظة حتى أصبح اسمه يتردد في كل مكان، وأصبح مكانه مقصدا لكل الأهالي من كل بقاع المراكز السبع، وما بها من المركز الرئيسي لمؤسسة القبة الخضراء الخيرية. قال البغدادي: التصوف هو الإسلام فى أرقى معانيه، وهو عبادة الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو الأخذ بالحقائق واليأس مما فى أيدى الخلائق، وهو أن تزهد ما فى يد الناس وتأخذ بالحقيقة، والحقيقة هي أن الله سبحانه وتعالى هو فقط الذى أوجد الوجود وهو الرزاق والقادر. ماذا يمثل التصوف من وجهة نظرك في الدين الإسلامي؟ التصوف هو العلم المفروض على الجميع، سواء المسلم العالم أو المسلم العادي، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نتزكى، ومدح ذلك بقوله تعالى “قد أفلح من تزكى”، ولا يخلو أحد من عيب فى زماننا إلا الأنبياء، ولذا ليس هناك معصوم، والتصوف هو معراج الوجود للتصالح مع الودود، والتصوف هو روح الإسلام وروحانيته، لأن كل فنون الدين وعلومه فرض كفاية، فالفقه إذا تعلمه العلماء، فالعوام عليهم التقوى والعلماء عليهم العلم.   هل بالتصوف يمكن تجديد الخطاب الديني؟   تجديد الخطاب الديني بحاجة إلى عودة الخطاب الديني إلى التصوف ومعانيه، وذلك لأن الخطاب الدينى جديد فى كل لحظة، والقرآن تتجدد معانيه ولن ينزل من السماء قرآن جديد، ولابد من إحياء المنابر الصوفية، وإعطاء الفرصة لأهل العلم من أكابر الصوفية، خاصة أن كل أهل الأسانيد فى القراءات وعلم الحديث والفقهاء والعلماء كانوا من الصوفية، وصلاح الدين الأيوبى الذى حرر بيت المقدس كان صوفيًا، ومحمد الفاتح الذى فتح القسطنطينية كان صوفيًا، والذين فتحوا وأدخلوا الإسلام إلى شرق آسيا كانوا صوفية، وهذه البلدان عمرت بهم والأخلاق اكتملت بهم.   البعض يطالب بتدريس الصوفية بالمراحل التعليمية المختلفة بالمدارس والجامعات… ما رأيك في ذلك؟ يحدث ذلك من خلال جموع المعلمين بالمراحل التعليمية المختلفة بالمدارس والجامعات وذلك من خلال تطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية من خلال مادة التربية الإسلامية، وإقامتها على روح الصوفية، وإبراز الإيجابيات والروحانيات الجميلة بها، وسينتشر الإسلام بين الناس، إسلام الرحمة والوسطية والزهد والحب.   ماذا عن عالم التصوف الخاص بكم؟ أحاول نشر ثقافة الحب بين الناس، والحب هو مزيل المعاصي والذنوب، وخاصة أن المعاصي والذنوب التى وصلنا إليها فى المجتمع الذى نعيش فيه، والاضطرابات السياسية والمجتمعية، وقطع الأرحام والسرقة، كل هذا سببه أن المجتمع لم يعرف الحب، ولم يعرف كيف يعبد أو يتبع من يحب، وأن التجربة التى عايشتها، بعد أن قرأت السيرة النبوية وتخصصت فى دراسة التاريخ الإسلامي وكثيرًا من كتب التراث، ووجدت أغلب الذين وصلوا إلى الله كان منهجهم الحب.   وماذا عن أحوال الصوفيين ببني سويف؟ لدينا العديد فى بنى سويف من الطرق الصوفية مثل: ” الخلوتية الجودية، والهاشمية، والرفاعية، والعزمية، والنقشبندية، والتيجانية، والأحمدية، وغيرها الكثير من الطرق التى تعتبر مدارس لنشر الإسلام الوسطى بين الناس، وقديما عانت محافظة بنى سويف من الافتقار إلى أهل التصوف وعلمه الحقيقي، بسبب عدم وجود علماء للتصوف الحقيقي، وأما الآن فقد ازدهر أحوال المتصوفين بسبب وجود مدرسة صوفية داخل الأزهر الشريف.   ما هي مؤلفاتك العلمية حول التصوف؟ كتاب كنوز الإشارات فى أدب السلوك إلى الله، وهو مترجم إلى اللغة الإنجليزية، وكتاب «حى على الوداد.. فى مقتطفات السيرة النبوية، وكتاب حدثنى شيخى، وكتاب ألفية ياقوتة الوصايا والحكم، وكتاب علمنى الحُب، وكتاب فيض المنان فى أحزاب وصلوات الأمان» وهو من الإلهامات الربانية والفيوضات النبوية.   ماذا تعنى بمقولتك الشهيرة التصوف بين كرامة واستقامة؟ التصوف هو كرامة الاستقامة، أو قل الاستقامة خير من ألف كرامة، فلقد جمع الله مجامع الكرامة كلها في آية واحدة ”إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة”، ليعلم الخلق أن الطريق إلى الله، بين توحيد وعمل خالص. ومالم يتفق ظاهر قولك مع باطن حالك فلا حقيقة لكونك على الصراط المستقيم، فلقد قال العارفون لو رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء فزنوا حاله على ميزان الكتاب والسنه فإن وافق ذلك فهو ولي وإن خالف ذلك فذالكم شيطان، لأن الله ضمن العصمة في الكتاب والسنه ولم يضمنه في غيرهما، والاستقامة لها ثلاث أركان:   قيام .وتقويم. وإقامة، ولكن، بغير تقييم ”القيام بالعبودية” فالعبودية لها مظاهر خمسة منها “حفظ الحد، ولزوم الورد، ووصل الود، وصيانة العهد، واستواء العطاء والفقد”، فمن حفظ العهد بلغ منزل التقوى، ومن لزم الورد له في منزل الأنس مأوى، ومن وصل الود شرب، وارتوى، ومن صان العهد سلم من كل بلوى”.   ماذا عن مؤسسة القبة الخضراء ببني سويف؟ لمؤسسة القبة الخضراء ببني سويف، دورا مهما جدًا فى السعي على رعاية الأيتام وإطعام الطعام، لكى نعلم الناس الحب والمودة، ولدينا مطبخ نعد الطعام فيه، ونوصل هذا الطعام إلى الناس حتى أبواب منازلهم، ولدينا محبون من أبناء الطريقة الخلوتية الجودية، وهم يكرسون وقتهم لخدمة المحتاجين.. ومؤسسة القبة الخضراء الخيرية هي مؤسسة خيرية تعمل فى كل مراكز المحافظة، ولا تجمع تبرعات ولا يدعمها أحد ولا تنتمى إلى أي أحزاب أو مؤسسات، وكل المحبين والمريدين الذين يزورونها هم أعضاء فيها وأعضاء مجلس إدارتها، وكلهم ينفقون عليها من زكاة أموالهم الخاصة.  
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *