أكد الشيخ جابر بغدادي، وكيل الطريقة الخلوتية الجودية ورئيس مؤسسة القبة الخضراء، أنه يرفض تفاخر المريدين بكرامات شيوخهم وأقطابهم وتركهم لآداب وأخلاقيات التصوف، معتبرا ذلك بعدا عن الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه التصوف الإسلامي، مطالبا المريدين بالانشغال بالأمور الأساسية التي يقصدها التصوف، كالعبادة والزهد والغناء في محبة المولى سبحانه وتعالى والنبي، صلى الله عليه وسلم، والبعد عن المنكرات والمعاصي.
واعتبر «بغدادي»، في تصريحات له، أن تفاخر المريدين بالكرامات يعتبر من آفات التصوف فى زماننا، لأن ترك العلم والابتعاد عن سيرة الرسول والجلوس لمناقشة ومتابعة هذه الأمور يجعل الجميع ينشغل عن خدمة الدعوة والدين.
وتابع: «كان لي درس قلت فيه، احذروا التغنى بكرامات الأولياء، وتضييع الأوقات وترك الأذكار وكل جماعة يتفاخرون بكرامات الشيخ الخاص بهم ونسينا أن هذا الشيخ ما وصل إلى الحضرة الإلهية إلا بالالتزام بالسنة، فالأفضل أن نتغنى بالسنة ونتغنى من باب أولى بمعجزات وسيرة الرسول وحياة الصحابة رضوان الله عليهم، ولكن ليس معنى هذا أنى أنكر كرامات الأولياء، وأننا ندرسها لا لنتعلم خرق العادة الكونية فيها وإنما نتعلم خرق العادة الإنسانية فيها».
وعن قول البعض إن زمن الأولياء انتهى، قال «بغدادي»: «هذا كلام غير صحيح، فالنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الخير في وفى أمتى إلى يوم القيامة، ومن قال إن الولاية انتهت فهى لم تنته، والنبوة فقط هى من انتهت، وقال المولى سبحانه وتعالى: “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ”، فلذلك وراثة الكتاب ممتدة، والأولياء موجودون فى كل زمان ومكان.. أزيدك من القصيدة بيتاً، إن فى وقتنا هذا يوجد أولياء كبار لا يظهرون للناس ولكنهم مختفون بيننا».
اترك تعليقاً