أحدث الصـــوتيات

الباب الثاني من كتاب النسائم المدنية في شرح القصيدة الخضرية

مقالات

الباب الثاني من كتاب النسائم المدنية في شرح القصيدة الخضرية للشيخ جابر البغدادي قال  الشيخ جابر البغدادي، إن الطريق إلى الله أقل من خطوة، وأنك أنت حجابك الوحيد عمن تحب ومن تريد، لكنه أمرك بالفرار منك إليه ، فخاطبك خطاب مراد لمريد ففروا إلى الله، لذلك أقول إن وهم تعاظم. وأضاف، خلال شرح قصيدة النسائم المدنية في شرح القصيدة الخضرية،  أن إحساسك بذاتك أعماك عمن هو أقرب إليك من حبل الوريد ، فقوم حجبهم غين الأغيار وأوحالا لأوزار ، وقوم حجبهم التيه في الأنوار عن منةالغفار ، وهؤلاء وأولئك بعيدون عن قريب على عباده ستار”، وأعلم أن للنفس حجباً نورانية وحجباً ظلمانية وسبيل المريد للوصول إلى التخلص من تلك الحجب هو مجاهدتها ومخالفتها والخروج عن هواها لأنها أعظم حجاب بين العبد وربه. وأشار الشيخ ، إلى أن أبا يزيد البسطامي رحمه الله رأى ربه في المنام فقال له : يا رب كيف الطريق إليك ؟ فقال له رب العزة : اترك نفسك وتعال ، فقال أبويزيد رحمه الله: فانسلخت من نفسي كما تنسلخ الحية من جلدها، والنفس مجبولة على سوء الأدب والعبد مأمور بملازمة الأدب، فالنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة ، والعبد يردها بجهده عن سوء المطالبة، فمن أطلق لنفسه العنان فهو شريكها في فسادها، فهي العدو الملازم للإنسان لقوله عليه الصلاة والسلام ( أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك )رواه البيهقي. واستطرد الشيخ  قائلا إن الإمام الحداد قال  إن النفس تكون في أول الأمر أمارة تأمر بالشر  وتنهى عن الخير ، فإن جاهدها الإنسان وصبر على مخالفة  هواها، صارت لوَامة متلونة لها وجه إلى المطمئنة، ووجه إلى الأمارة، فإن رفق بها وسار بها يقودها بأزمةالرغبة فيماعند الله صارت مطمئنة تأمر بالخير وتستلذه وتأنس به ، وتنهى عن الشر وتنفر عنه وتفرمنه. وأكد ”  البغدادي ” أن  أصل المجاهدة وملاكها فطم النفس عن المألوفات ، وحملها على خلاف هواها في عمومالأوقات ، وإنما تُذل النفس وتنقاد بثلاثة أشياء هى: منع شهواتها فإن الدابة الحرون إنما تلين إذانقص علفها،  وحمل أثقال الطاعات لأن الدابة الحرون إذا قل علفها وزيد حملها ذلت وصغرت وضعفت قوتها وانقادت وأطاعت، وأن تستعين بالله عز وجل وتتضرع إليه أن يعينك عليها. وقال إن : ” النفس طيبها لقدس لقائنا،  جاهد تشاهد يا مريدي من أنا، و من رام أن يرقى لحضرة قربنا، ويسعى إلينا تائباً وبلا أنا، وجاهد إذا رمت الوصال لقدسنا، وما الوصل سهل إن أردت وصالنا، مضيفا أن من تحلى باطنه من رجس الآفات، وتحلى ظاهره بمظاهرالكمالات، فتجلى الحق عليه بفيض نور الذات “.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *