الشيخ جابر البغدادي : الصيام تدريب وعبودية وشهودية لترك المألوفات وعدم ارتكاب الذنب
قال الشيخ جابر البغدادي، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، وأن فى الصيام تدريب وعبودية وشهودية لترك المألوفات، فتترك المباح نصف يوم وتترك الحرام طوال اليوم.
وأضاف الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، أن المسلم يجب أن يدرك أن شهر رمضان ليس لزيادة الأكل وكأنه فى معلف، بل أنه فى معبد، ومشهد، وأنه من الشئ المفرح للمسلم أنه يفرح لشرب المياه أثناء الفطور لتوفيق الله لتركها ولأخذها من الله تكرما للتقوية بها على قيام الليل.
وأوضح أن الصيام ليس هو الإمساك فقط عن المأكولات والمشروبات إلى المغرب، فهناك أشخاص يهتكون الصيام أى يصوم من الفجر إلى المغرب وفى الليل، “رمضان ولى ويا ساقى مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ”، مشددا على ضرورة الإنتباه إلى أن الصيام هو الإمساك عن الحرام والمباح حتى المغرب وليلًا الإمساك عن الحرام والأخذ بالمباح لتقتات به على الغد، وأن الأصل من أول هلال رمضان إلى هلال شوال فى تدريب عبودية شهودية لترك المألوفات، فتترك المباح نصف يوم وتترك الحرام طوال اليوم.
وقال ” البغدادي ” إن فعل المسلم الذنب وإجترأ على الذنب فى الليل فقد هتك صيام النهار، مستشهدا بقول الرسول الكريم ﷺ “رب صائم لم ينل من صيامه غير الجوع والعطش”، وأن الصائم لم ينل سوى الجوع والعطش، لأنه لم يفهم المقصد من الصيام، فالصيام ترك المباح والحرام فى النهار، وفى الليل ترك الحرام والأخذ بالمباح لنقتات به على الشهود والعباده ، وذلك في قوله تعالى ﷻ ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “، فيعقب التقوى الرقى ويعقب الرقى الالتقاء،و يكون العمل كله شكرا لله على هذه الرحمه ” اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا”.
وأشار إلى أن الصيام وقتها يكون شهودًا فإذا طلع الهلال، لن تنظر إلى غيره ولن تشعر بغيره حتى يطوى الهلال، لذلك سيدنا محمد ﷺ لما كان يرى الهلال “هلال الذات”، وكان يصوم عن اللذات، ويطوى الهلال تلو الهلال تلو الهلال ولا يوقد فى بيته قدر، وكان جسدهم لم يذبل، لانهم كانوا مستمدين من أنوار الذات غائبين عن الإحتياج الى اللذات، فـ”تتقون” المذكور فى الآيه لها ثلاث معانٍ هم ” العوام يتقون والخواص يرتقون والشاهدين يلتقون”.
وأضاف أنه من الواجب على كل مسلم أن يعبد الحق بالحق، فالعاقل من إذا اصبح نظر ماذا يفعل به، مشيرا إلى أن ظهور الهلال فيه فضل الله على المسلمين، وأنه بعد الصيام وقبل الفطور لأ تكثر من الطلبات فالدعاء مستجاب، قال ﷺ “خير الدعاء الحمدلله”، لأن هذا أكثر شيء تقدر أن تطلبه أن الله وفقك أن تشهد النعمه وليس المنعم، لذلك لأن للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه.
اترك تعليقاً