كثيرا ما نرى من البعض ممن يسيرون في الطريق يتخذونه حرفة يتكسبون منها ويجمعون من خلالها الأموال ، وأحياناً لقضاء مصالحهم وحاجاتهم هم وذويهم ، ومثل هذا السلوك منبوذ ولا يزيد السالك إلا صدوداً وبعداً،ولذلك نبهنا شيخنا في هذا البيت لمثل هذه السلوكيات في هذا البيت لنحذرها ونتلافاها ؛ لأن هذا السلوك يتنافى مع شرط الإخلاص ، لكون المريد آنذاك لم يقصد من سيره وسلوكه وجه الله ، بل أراد جمع المال وقضاء بعض مصالحه وحوائجه ، فيا لتعاسة مثل هذا المريد ، أما وصله قول نبينا الكريم ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ) ويكون المريد بسلوكه هذا على خطر عظيم ، واسمع لشيخنا وهو ينبه على ذلك في الياقوتة إذ قال: يا عابد الرحمن فاقصد وجهنا لا تلتفت للغير تقصد خلقنا كـن صادقاً بإرادة في حبنا نطوي الحجاب وتنجلي أسرارنا إن العبادة لا تنال قبولنا إلا لعبد خالص ومريدنا وفي هذا يُحكى أن أحد المريدين نزل على زاوية شيخه ضيفا ، فأقراه ثلاثة أيام ثم قال له : يا ولدي قد انتهت مدة الضيافة ، فقال المريد : إنما جئتُ لأتصوف ، فقال الشيخ : ليس التصوف عندنا أن تصف قدميك وغيرك يمونلك ولكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ، ثم تصوف ، ثم اجعل منشارك مسبحتك ، واذكر على دقات الفأس والمكوك . ــــ وأكدعلى ذلك الإمام الحداد فقال : واعلم أنه لا يتعين على الإنسان إذا أرادالدخول في طريق الله أن يخرج من ماله إن كان له مال أو يترك حرفته وتجارته إن كان محترفاً أو متجراً،بل الذي يتعين عليه تقوى الله فيما هو فيه والإجمال في الطلب بحيث لا يترك فريضة ولا نافلة ، ولا يقع في مُحَرم ولا فضول لا تصلح الاستعانة به في طريق الله .
اترك تعليقاً