أحدث الصـــوتيات

الباب السابع عشر من كتاب النسائم المدنية في شرح القصيدة الخضرية

دروس

  الباب السابع عشر من كتاب النسائم المدنية في شرح القصيدة الخضرية   “وغاية أهل الود فرقان مشهد                          لفرد تقدس بالكمال إلى الأبد”. يبين الشيخ  أن غاية أهل الإحسان وهم أهل الود هي شهود وجه مولاهم الحق الفرد المتقدس بالكمال جل شأنه ،لم يقصدوا بطاعتهم سوى رضا مولاهم ، لا قصدهم الحور العين ولا الجنان ، بل قصدهم وجه الرب الحنان ، وهو إخلاص أهل الصدق والإحسان ، وقد وصفهم مولاهم في كتابه حينما أمر نبيه أن يصبر نفسه معهم فقال جل شأنه{ وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} . وفي تفسير قوله تعالى : { يريدون وجهه } ،قال بن عجيبة رحمه الله: بيَّن أن دعاءهم وسؤالهم إنما هو رؤيته ولقاؤه، شوقًا إليه ومحبة فيه، من غير تعلق بغيره، أو شُغل بسواه، بل همتهم الله لا غيره، وإِلاَّ لَمَا صدق قصر إرادتهم عليه. قال في الإحياء: من يعمل اتقاء من النار خوفًا، أو رغبة في الجنة رجاء، فهو من جملة النيات الصحيحة لأنه ميل إلى الموعود في الآخرة، وإن كان نازلاً بالإضافة إلى قصد طاعة الله وتعظيمه لذاته ولجلاله، لا لأمرٍ سواه. ثم قال: وقول رويم: الإخلاص: ألا يريد صاحبه عليه عوضًا في الدارين، هو إشارة لإخلاص الصدِّيقين، وهو الإخلاص المطلق، وغيره إخلاص بالإضافة إلى حظوظ العاجلة. ـــ كما قال أبواليزيد البسطامي: لو أن الله سبحانه حجب أهل الجنة عن رؤيته ، لاستغاثوا من الجنة كما يستغيث أهل النار من النار.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *