الشيخ جابر بغدادي ما أقوى سلاح الدعاء لكل من إشتدت أزمته
قال الشيخ جابر بغدادي، إن أسعد لحظات العبد مع الله حين تضيق به السبل، وحين تغلّق أمامه أبواب الأرض، وحين يعرف ان له ربًا بقدر على تنفيذ ما يريد، وحين أن له إلهًا يغفر الذنوب ولا يبالى، وحين يعلم الإنسان أن ليس له إلّا الله، حينها تكون فى أوثق عرى الإتصال بالله سبحانه وتعالى، وكان سبب هذا الوصل العظيم “شِده”.
وأضاف الشيخ جابر بغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، أن الله يحب ان يسمع العبد وهو يبكى ويناجيه، ويحب ان يسمعه فى وقت فى وجدانه يعرف أن ليس له إلّا الله، يحب ان يسمعك وانت تكلمه وتقول يارب، مشيرا إلى أن أسعد لحظات العبد مع الله حين تضيق به السبل، حين تغلّق أمامه أبواب الأرض، وحين يعرف ان له ربًا بقدر على تنفيذ ما يريد، وحين أن له إلهًا يغفر الذنوب ولا يبالى، وحين يعلم الإنسان أن ليس له إلّا الله، حينها يكون فى أوثق عرى الإتصال بالله سبحانه وتعالى، وكان سبب هذا الوصل العظيم “شِده”.
وأشار إلى قول الشيخ بن عطاء الله السكندري فى كتاب “ورود الفاقات أعياد المريدين”: ” حين يرد عليك آلام الدنيا ومنغصاتها وأزمت معك الأحوال اعلم ان هذا معراج من معارج الإتصال بالله سبحانه وتعالى، لعل الله رزقك به لأنه يحب ان يسمع صوتك، الله مشفق عليك من البعد، الله مشفق عليك من انك آيست على نفسك واسرفت على نفسك، فيفتح عليك باب شده ليردك إليه فسرعان ما تقول “يارب.. يارب..يارب” فيقول الله “لبيك عبدي” فيحصل لك فيها ما لا يحصل لكثير من العُبّاد من انشراح صدر ودموع وانزلات ملائكه ومن انوار ومن أسرار ومن فرج ، وما أن تنفرج إلا وتعود وتنأى بجانبك، والله لا يغير عوائد كرمه على أهل محبته، ولا يزداد على بعدنا إلا حنان ويزداد على اعتراضنا إلا امتنان ولا يزداد على عصياننا إلا غفران ولا يزداد على مطالبنا إلا عطايا وإحسان، وحتى فى الشداد هذه قد خلقها الله لا ليمتحننا، وإنما خلقها ليمنحنا هو يعلم بضعفنا وهو أوثق منا بضعفنا لكن الله سبحانه وتعالى جعلها موارد فضل على خزائن عطفه ومعارج حنان لحضرات إحسانه”.
وقال الشيخ جابر البغدادي، خلال الدرس، إن هناك من يسأل كيف يقرب الله العصاه والكسالى فى الشدة !؟، فتكون الإجابة أن الله سبحانه وتعالى يجعل اللسان طيلة الليل والنهار لا يقول إلا “يارب”، وهذه ساعة الله سبحانه وتعالى يجرك الى حضرته فيها بسلاسل الإمتحان، فمنا من يعود إليه بسلاسل الإمتحان، ومنا ما يعود اليه بلطائف الإحسان وذلك امتثالا لقوله تعالى (كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (٢٠) ﴾ )الإسراء.
وأضاف أن فى اسم سورة تبارك يرمز إلى كثر خير الله، وربٌ كثر خيره على خلقة، ومفتاح سورة تبارك فى قوله ” تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” وهذة الايه مفتاح السوره، لو أمن المسلم بها غاية الإيمان وأدرك معناه لفهم انه يعيش فى مملكه ملكها قدير، فضلا عن أن كلمة “تبارك ” معناها كثر خير الله تعالى مجده، وعلا سلطانه، جلّ جلاله، كثر خيره على خلقه، و
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ… إذًا كل ما انت تريده فى الحياه بيد من؟؟ (الله) وحده.. لا أحد معه وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ … أى انه يملك زلا يعجز، قد يكون الإنسان عنده ملك لكن فى قوانين تحكمه وتعجزه، قد تكون ملك لكن الأعراف والقوانين والعادات تحكمك فتعجز عن فعل الكثير من الأشياء لكن الله سبحانه وتعالى ملكه ملك مختلف عن ملك الخلق.
وأضاف الشيخ جابر بغدادي، أن معنى قوله تعالى “تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ” كثر خيره، وكنوز الملك كله بيده وهو على كل شيء “قادر”..؟؟ بل “قدير” قدير هذه مبالغه فالله ليس قادر بل هو رب القدرة الذي يخلق القدره على الفعل ” وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ” أي شيء يخطر فى خيالك الله أن يفعلها ولا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا توارى من سماءٌ سماء ولا تخفى منه أرضٌ أرض، المملكة كلها بيده، ويده هى سلطانه، عزمه، قوله، ملكه، حوله، ولا قانون يحكمه، إذًا الله سبحانه وتعالى ما شاء فعل، لأنه يأخذ من ملك نفسه ويفعل، ويحكم فيما يملك فهو مَلكٌ لم يرثِ المُلكَ من مَلكْ، مَلكٌ خلق المُلكَ لنفسه، لم يكن هذا الملك عند غيره فورثه لكن خلق المُلكَ لنفسه، أراد أن تعرف صفة مُلكه فخلق المُلك ليعرف المملكه إسمُ المَلك فخلق المُلك لنفسه ” تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ” أى بملكة الملك، بيده الملك تحت قانونه وتحت تصرفه، و فى حوزته المُلك كله.
اترك تعليقاً