يعد كتاب ” علمتني الهجرة النبوية الشريفة” للشيخ جابر البغدادي، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية ببنى سويف ، أحدث مؤلفاته، باللغتين العربية والإنجليزية.ففى مقدمة الكتاب، المترجم إلى اللغة الإنجليزية ، بدأ الشيخ جابر البغدادي ، بتعريف الهجرة النبوية الشريفة وهى إنتقال من جلال ما تهوى إلى جمال من تهوى ليحصل كمال الفتح فى دلالات الجمع بينهما، فتشرفت الهجرة بالنبى، وتشرف النبى بالعبودية، ليكون قدوة لكل صناع الأمجاد وبناة الحضارات.واستشهد الشيخ جابر البغدادي ، بآية جمعت الهجرات الأربعة من سورة التوبة ( ﴿ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، حيث أظهر شتان الفرق بين كفر من هاجروا عنه، وإسلام من هاجروا معه، وإيمان الذين هاجروا به، وإحسان الذين هاجروا فيه.وبين الشيخ البغدادي ، أصول السلامة المحمدية الأربعة فى قول الرسول الكريم( أيها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ).وأوضح أن الهجرة النبوية نوعان أحدهما حسية وهى التى هاجرها الحبيب المصطفى وصحبه من مكة المكرمة (الوطن) إلى المدينة المنورة ( المأوى) وفى ذلك قيل لا هجرة بعد الفتح، وأما الهجرة المعنوية السارى حكمها فقيل أنها جهاد ونية وهى سفرا من هواك لمولاك تسليما فى عبودية وفناءا فى محبة ببقاءها كما في قوله تعالى ( لا تحزن إن الله معنا).وطالب الشيخ البغدادي ، بضرورة التفريق بأن النبى لم يهاجر هربا من قريش والمشركين مدللا أن الرسول الكريم معصوم من الخوف من غير الله كما في قوله تعالى ( إنا كفيناك المستهزئين)، مستشهدا بأدلة كثيرة تدل على شجاعة الرسول الكريم مثل شجاعته يوم حنين فى لقاء هوازن وغيرهم من مهرة الرماة حيث تفرقت الناس خوفاً من الرماة فقال الرسول مقولتة الشهيرة ( أنا النبى لا كذب أنا إبن عبد المطلب)، فضلا عن شجاعته فى معارك بدر وأحد وغيرهم من المعارك الكبيرة والشاهدة على شجاعة وقوة الرسول الكريم.وبين الشيخ جابر البغدادي ، أن الهجرة سنة الله في فى كثير من الأنبياء والمرسلين حيث فرضها الله تعالى على الأنبياء لضمان نشر الدعوة وحمايتها من بطش الظالمين فالرسول لم يكن أول من هاجر فكانت هناك هجرة نوح وإبراهيم موسى.وفى إحدى صفحات الكتاب وضح الشيخ البغدادي ، الاتهامات الباطلة الموجهة إلى الرسول وحالات الايذاء المعنوى من قريش ومنعه من الدعوة ، فضلا عن الإشارة إلى التنوية عن بيعة العقبة الأولى والتى كانت في السنة الثانية عشرة من الهجرة النبوية الشريفة والعقبة الثانية.وأشار إلى أول الصحابة رضوان الله عليهم الذى هاجر إلى المدينة المنورة هو آل أبى سليمة ، وسيدنا صهيب الرومي وغيرهم من الصحابة الكرام، كاشفاً عن اسم أول مسجد فى الإسلام وهو مسجد قباء وهو أول ما قام به الرسول الكريم لما قدم قباء كى يكون مكانا للمسلمين يصلون فيه وجمعهم على البر والتقوى والخير.وقد نظم الشيخ البغدادي ، موضوعاته والتى بلغت أربع وخمسون موضوعا فى صفحة عنونها بعنوان الفهرس ، بدأها بموضوع علمتني الهجرة النبوية الشريفة انتهاءا بالحديث عن مسجد الضرار والتفريق.مؤلفات الشيخ جابر البغدادي:- كتاب حدثني شيخى علمنى الحب – كنوز الإشارات بالانجليزيه – المفاتح القدسية – فيض المنان – المنظومة التفريجية – قمر الزمان – النسائم المدنية – كوثر العرفان مناجاة الرحمن – كاشفة الحجب -منظومة الفرج والوسيلة – علمتني الهجرة النبوية الشريفة
اترك تعليقاً