الشيخ جابر البغدادي : الوضوء والخطى إلى المساجد يبلغ بهما المسلم الدرجات العلى ومحو الذنوب والخطايا
قال الشيخ جابر البغدادي، إن هناك العديد من الخطوات الهامة التي يبلغ بها المسلم درجات العلا والمقام، ومحو الذنوب والخطايا والمعاصي التى أوصى بها الرسول الكريم صل الله عليه وسلم.
وأشار الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، إلى حديث الرسول الكريم مع أصحابه حينما قال لهم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قلنا بلا يا رسول الله، فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقدمات الصلاة، قال إسباغ الوضوء على المكاره”.
وأوضح أن هناك من يقوم ويتوضأ للصلاة في ليلة شديدة البرودة، وأيضا من يعانى من إصابته ” بجرح الذى من شأنه أن يعيقه فى الوضوء، لكنه يتحمل آلام البرد وآلام الجرح، أهذا عذاب!!، لا.. بل تكريما له، مشيرا إلى أن الله يزيل السواد من صحائف الأعمال، ولأن هذه إشارةُ حُب، ولماذا تتحمل آلام البرد القارس فى جوف الليل من النوم، ولا أحد يراك، لا أحد هنا ‘أنت’ و ‘الله’ فقط، لا ثالث لكما “ما هى إلا إشارة حُب”.
وأضاف ” البغدادي ” أن الشئ الثانى لمحو الذنوب والخطايا ورفعة المكانة والدرجات هو كثرة الخطى إلى المساجد، مستشهدا بقول أبو الحسن الشاذلى، حينما قال : من لم يصلِ الخمس حاضرًا لا تعبأ به، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة، وإن مجرد إنتظار الصلاه يرفع الدرجات، ويرفع المقامات، ويزيل الحجاب، ويجهزك لـلقاء”.
وأشار إلى قول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم : إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة”، موضحا ان كلام الرسول الكريم لم يذكر الصلاة بين كل ذلك، ولكن كل ذلك تهيئة للفعل، وإذا كان مجرد التهيؤ للفعل يجعل الإنسان فى عالى الدرج، ولا ذنب له ولا حرج، ولكنه مجرد التهيئه للفعل عزيزا عند الله.
وأكد على إقامة الصلاة فى وقتها يرفع بها الدرجات ويعلو معها المقام والدرجات، وتغفر الذنوب، ويرفع الحجاب، مشيرا إلى قول الرسول الكريم ” الصلاة معراج المؤمن “، موضحا أن من يريد أن يعرج إلى الله فليلجأ إلى الصلاة، وذلك يتضح جليا فى مخاطبة الله تعالى لحبيبه الكريم صل الله عليه وسلم ” لا تحزن “، وإن أردت أن تكون معى دائما كما فى حدث المعراج فإليك بالصلاة.
وتابع الشيخ جابر البغدادي كلامه قائلا إن الرسول ﷺ إذا أحزنه أمرا كان يقيم الصلاة، وكان ﷺ يقول عن نفسه “جعلت قرة عيني فى الصلاة”، والله ﷻ بنفسه يقول ” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ “.
وأوضح أن إقامة الصلاة كبيرة ولكن لن تكون إلا على الخاشعين، وكبيرة بمعنى ثقيلة وعظيمة، فهناك من لم يخشع قلبه بعد، وحينئذ تكون الصلاة كبيرة عليه، وتندرج تحت عبارة ” ارحنا منها يا بلال “، وأما من يقيم الصلاة بخشوع وطمأنينة فهو مع الله، وتندرج تحت عبارة ” أرحنا بها يا بلال”
اترك تعليقاً