الشيخ جابر البغدادي : و لا تنسوا الفضل بينكم

مقالات

الشيخ جابر البغدادي : يجب أن لا  ينسى الناس فضلهم على بعضهم البعض وخاصة فضل الوالدين عليهم قال  الشيخ جابر البغدادي،  إنه يجب أن لا  ينسى الناس فضلهم على بعضهم البعض والشكر وخاصة فضل الوالدين على الإنسان امتثالا لقوله تعالى ” أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ” .   وأضاف الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، أن هناك بعض الروايات التي تؤكد على حسن الاعتراف بفضل الناس على بعضهم البعض وخاصة فى قول الشيخ  السر السخطى:” وكل ما أنا فيه من بركات معروف.. لا يعلو على شيخه أبدًا “، وأيضا ما فعله سيدنا حارثه، حينما قال له رسول الله ﷺ : كيف أصبحت يا حارثه!، قال: أصبحت مؤمًنا حقًا يا رسول الله، وذلك على الرغم من أن كل ما فى حديث سيدنا حارثه تقول أن سيدنا حارثه محسن، لكن هو يكلم النبي.. أيقول له أنا محسن!!، وذلك في قوله: اصبحت كأنى أرى عرش ربى، “كأنى أرى”..مع انه يرى لكن هو ادبًا فى حضرة النبي، ويؤكد على عدم نسيان الفضل بينكم ولا ننسى أبدًا فضل أساتذتنا وعلماؤنا ومشايخنا الذين علمونا ولا ننسى ابدًا أهل الفضل علينا أبدًا.   وأوضح أن الله سبحانه وتعالى قال ﷻ” أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ “، وذلك لحكمته في الاقتران بشكر الأب والأم بشكره، وذلك لأنهما رباك وعلماك وأطعماك واسقياك وجعلوك على ما أنت عليه، وإذا شكرتهم تكون وفيت شيئًا من حقهم، ويبقى الفضل عليك لله، فلا يكن كمال شكرك لله إلا اذا وفيت لمن اسدى اليك معروفًا حقه، حتى أن رسول الله ﷺ علمنا قال ” من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه ادعو الله له “.   وتسائل الشيخ جابر البغدادي، خلال الدرس، لماذا تدعو لصاحب المعروف عليك؟، لكى يكون قد اعطاك فكافأت بالدعاء ويبقى الفضل لله، فلا يتم التوحيد إلا عندما تؤدى حقوق العباد أولًا، لافتا إلى قول الشيخ السري السقطى ” وكل ما أنا فيه من بركات معروف أنا ذرة من بركات فيض شيخى وانجلى فيها الجمال وكوثر ربانى أنا ذرة صغيرة وبركة من بركات شيخى، وكان الشيخ السري السقطى فى  بداية حياته تاجرًا يبيع القماش، ومر عليه شيخه “معروف الكرخى” ومعه يتيم وجاء ليعطى مال تلميذه لليتيم كى يكثر ولكى يبارك الله فى وقته وماله ولكى يقبله الله لان أسعد شيء فى الدنيا أن تسعد يتيما، وأن تكرم يتيما أعظم شيء فى الدنيا مسح دموع يتيم أو أن تكسو عريانا أو تطعم جائعا.   وأوضح أن صنائع المعروف تقى مصارع السوء،و صاحب المعروف لا يقع، وإذا وقع وجد متكًا يتكيء عليه وجد صدقته تحميه، فالشيخ معروف ذهب إلى الشيخ السري السقطى بهدية، وأن فلسفة الشيخ عبد القادر الجيلاني عندما قال السائل هدية الله فلا ترد الهدية وخاصة في قوله تعالى ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ”، ولو كان قال “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا ” فقط لكان الإنفاق من أى شيء، سواء ثوبا قديما، أو  بقايا طعام، لكن الله قال ” مِمَّا تُحِبُّونَ ” أجمل ثوب عندك.. ما تحب أن ترتديه أعطه للفقير، أى لا تعطيه ما لا يصلح لك أن ترتديه، و هو إنسان مثلك، وهو فقير مثلك،و هو مسكين مثلك،و هو يريد أن يلبس مثلك، أليس هو روح مثلك الله خلقها  وأوجدها ويفرح الله لفرحها، لذلك قال ” فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ” و” وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ” و” وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”.   وأشار إلى قول الشيخ  معروف الكرخى إلى الشيخ السري السقطى ” بغض الله إليك الدنيا اى ألا يجعلك تعيش فى الدنيا وأنت طالبها”، أى ألا يكلك إلى الدنيا فلا يجعل رزقك بالدنيا انما بجعل رزقك رزق الكرام عليه ﷻ، لافتا إلى دعاء الشيخ أبو الحسن الشاذلي” اللهم ارزقنى بلا سبب لا تجعل أحدا من أسباب الدنيا له فضل علي”.   وأشار إلى أن كل أهل التصوف يرجع نسبهم فى الطريق إلى الشيخ الإمام الجنيد وهذا شيخه  السري السقطى، و كان يقول للإمام الجنيد: خذ يا جنيد هذه الورقه عندما ترجع  البيت اقرأها، وكان  الشيخ  الإمام الجنيد كان يتحدث فى الحب الإلهى والمعرفة بالله فكتب له الشيخ السري السقطى أبيات جميلة فى هذه الورقة وجاء فيها ”  ” لما ادعيت الحب قالت كذبتنى…… مالى أرى الأعضاء منك كواسىا، وما الحب إلا أن يلصق الجلد بالحشا…… وتذبل حتى لا تجيب المناديا، و لا يبقى لك المحبوب إلا مقلة ….تبكى بها وتناديا”، ومع ذلك بعد أن وصل إلى هذة الدرجات من المعرفة وهذة المقامات من الحب، لا ينسى شيخه ويقول ” كل ما أنا فيه من بركات معروف، وكنت ضال وهدانى الله، وكنت لا أصلى وجعلونى أصلى وعلمونا وهدونا”.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *