الشيخ جابر بغدادي التصوف هو الإسلام والاضطرابات الاجتماعيه سببها عدم معرفة المجتمع للحب

أخبار

قال الشيخ جابر بغدادي، ، إن البعض يطالب بتجديد الخطاب الدينى من خلال التصوف، وهذا غير صحيح بل يجب أن نقول عودة الخطاب الدينى إلى التصوف، فالخطاب الدينى جديد فى كل لحظة لأن القرآن متجددة معانيه، فلن ينزل من السماء قرآن جديد، لكن يمكن أن نطالب بعودة الخطاب الدينى إلى التصوف، ونحيي المنابر الصوفية، ونعطى الفرصة لأهل العلم من أكابر الصوفية. و كل أهل الأسانيد فى القراءات وعلم الحديث والفقهاء والعلماء كانوا من الصوفية، فصلاح الدين الأيوبى الذى حرر بيت المقدس كان صوفياً، ومحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية كان صوفيا، والذين فتحوا وأدخلوا الإسلام إلى شرق آسيا كانوا صوفية، فهذه البلدان عمرت بهم والأخلاق اكتملت بهم، والتصوف هو الدعوة إلى كل خلق ثنى، وترك كل خلق دنيء والعمل بمقتضى هذا ما أحوجنا له فى هذا الزمان، فنحن نعيش فى أزمة أخلاقية. وحيث ان المستمع يجد الكلام الذي نقوله متناسقا مع كلام الشيخ الشعراوى ومتناسقا مع كلام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ومتناسقا مع دار الإفتاء ومتناسقا مع الآخرين من علماء أهل التصوف فى هذا العصر، فهذا يكون دعما كبيرا جداً أن الناس تفهم أن هذا هو الحق، وأهم شىء فى نشر التصوف أن تنجلى تلك الأخلاق علينا جميعاً، وهناك من آمن بالنبى، صلى الله عليه وسلم، وهناك من قرأ النبي عليهم القرآن والأحاديث ولم يؤمنوا، لكن عندما تعاملوا مع أخلاق النبى، صلى الله عليه وسلم، وجدوا فيه الإنسان الذى كنا نبحث عنه منذ زمن بعيد، وكل مجتمع فيه رجل صوفى، يجب على أهل زمانه أن يشهدوا جميعاً بأن هذا الرجل “صالح”، وقد يكون هذا الرجل ضعيفاً فى اللغة وضعيفاً فى علم كذا، ولكنه رجل صالح لم نر عليه الكذب والافتراء أو الخيانة، فهو يخدم دين الله، وهناك كثيرون جداً لا يحتاجون إلى أدلة لكي يكونوا صوفية.
والتصوف له رجاله وشيوخه وعلمائه، ولا أعد إلا أن أكون مريد في حضرة شيخ وكلمة مريد كبيرة عليا أيضا، حيث أننى وجدت أن الحب هذا هو تجربة الدين ، فالله سبحانه وتعالى أسمه الودود وهو دعانا إلى الدين بحب، ودعانا إلى الطاعة بحب”، حيث يقول المولى سبحانه وتعالى “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
 
وجدت أن المعاصى والذنوب التى وصلنا لها فى المجتمع الذى نعيش فيه والاضطرابات السياسية والمجتمعية وقطع الأرحام والسرقة والزنا كل ذلك كله كان بسبب أن المجتمع لم يعرف الحب ولم يعرف كيف يعبد من يحب، أو يتبع من يحب كما في قوله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، بمعنى إذا كنتم بتحبوا ربنا اتبعوني، ورب العزة قال إن كنتم تحبون أم قال إن كنتم تعبدون، قل إن كنتم تحبون الله، فالله سبحانه وتعالى دعانا إلى إتباع السنة بالحب وهذا والله أعلم التجربة التي عيشتها، وقرأت السيرة النبوية وتخصصت في دراسة التاريخ الإسلامي وكثير من كتب التراث، وجدت أغلب الذين وصلوا إلى الله كان منهجهم الحب”.
 
التصوف هو الإسلام في أجل معانيه، وفي أرقى معانيه والتصوف هو الذي دعى إلى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والتصوف قالوا عنه (الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق)، والتصوف هو أن تزهد مما في يد الناس وتأخذ بالحقيقة، والحقيقة هي أن الله سبحانه وتعالى هو فقط الذي أوجد الوجود وهو الرزاق وهو القادر فتعلمنا من التصوف أني عندما أطلب شىء لا أطلب من غيره وتعلمت من التصوف أن يكن ظاهري مرآة باطني فإذا لم يستوي ظاهري وباطني يصبح ديني هنا رياء وهش”.
 
تعلمت من التصوف أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض، وعاراً على الخليفة الذي استعمره الله في الدنيا أن يعبد الدنيا التي هو خليفة عليها، وأنه نائباً للحضرة الإلهية فيها، وتعلمت من التصوف أن الإنسان ما وجد في الدنيا للتطرف أو الإرهاب، وتعلمت من التصوف أن الولاية الحقيقة إنك تقدر تصلح المجتمع وتسوق المجتمعات إلى الله، ولا تقف بين المجتمعات وبين الله، ولا أدعي الولاية فتصطدم الناس بي وتنحجب عن الله وأني بكلام الله، أقتل الناس، وأوضع الناس وأرفض الناس ويقول الله تعالى (إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)”.
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *