الشيخ جابر بغدادي يكتب “الاساءة لا تضر مع الحب”

مقالات

مقتطفات من كتابه علمني الحب

الاساءة لاتضر مع الحب

الحمد لله الذي غفر وعفا وأعطى وكفَّ ولطف ووفَّى ،اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا
وموالنا محمد الرحمة المهداة وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس عدد كل معلوم لله 
ثم أما بعد:
 
 
علمني الحب : تعلمت من طريق المحبة أن الحب غياث وإن زل القدم ، أن الحب غياث وإن زل القدم تأملت قول الله عز وجل ” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً”
 
 
فعرفت أن الله عز وجل كيف يالطف علي أهل عصيانه ، وكيف سبق حنانه
علي أهل عصيانه ، لذلك البعض يقول: أنت تحب أهل البيت وتحب الصالحين ، كيف تحب
الصالحين وأنت رجل عاصي ، أو أنت ما زلت تتردد على ساحات أهل البيت وأنت صاحب ذنب وكيف نيأس الناس من ان حب أهل البيت سينفعهم؟
 
 
حدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، بعض الصحابة رأى جارية كانت تخدم في ديار. أهل البيت ، فهذه الجارية كانت قد بدا من ناصية شعرها شعيرات فقال لها الصحابي: أتظنين أن خدمتك وقرابتك من آل محمد ستنفعك؟ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع ، والذي نفسي بيده إن كل سبب ونسب سينقطع يوم القيامة الا حسببي ونسبي.
 
لذلك في يوم من الايام كنا نصلي العشاء وقدَر لي أن أصلي بالناس ، فوانا اصلي بالناس قرأت” فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون” وقل لي الشيخ رضى الله عنه بعد الصلاه ان ربنا قال ” فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم” أو “فلا انساب بينكم”قلت له : لا ” فال أنساب بينهم” قال لي: يبقى بينهم هم ، يبقى نسب النبي وسر
النبي وسر الانساب والاحساب على آل البيت سره ساري الي يوم القيامة ، لذالك قل النبي: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي ال تنفع ، والذي نفسي بيده ، تاني بيحلف النبي ، والذي نفسي بيده إن كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إال سببي ونسبي
 
 
 
.لما وقف الصحابي بجوار نعيمان وهم يقيموا عليه الحد ، ونعيمان هذا كان يشرب الخمر لكنه
كان يحب النبي عليه الصلاة والسلام ، فوقف الصحابي وقال: لعنك الله ، فغضب لها النبي
صلى الله عليه وسلم وقال: ال تلعنه فإنه يحب الله ورسوله
لذلك ما فرح الصحابة بشئ قاله النبي صلى الله عليه وسلم كفرحهم يوم أن قيل: المرء مع من
أحب يوم القيامة ، لذلك قلت: الحب غياث وإن زل القدم ، يعني حتى لو العبد لم يعمل بعملهم .
 
 
يدخل معهم الجنة ويحسب عليهم لانه أحبهم في الدنيا ، فلا نيأس الناس وتقول له انت بتحب
سيدنا الحسين تصلي زي سيدنا الحسين ، بتحي سيدي زين العابدين تعمل زي سيدنا زين
العابدين ، ، هؤلاء الناس حتى وإن عملنا مثلهم قلنا إن هؤلاء فاقوا علينا بشرف النسبة إلى
حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
 
اللهم إنا نسألك اللهم أن تحقق حسبتنا عليهم ونسبتنا إليهم يا أرحم الراحمين يا أكرم
األكرمين في ذكر أهل الكهف سر بشارة بأن الاساءة لا تضر مع الود ، و في ذكر أهل الكهف
سر بشارة بأن الاساءة لا تضر مع الود ، الكلب لما أحب أهل الكهف وصار يقعد على باب
كهفهم ،الله ما ذكر أهل الكهف إال وذكره ” سيقولون ثالثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة
سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم” حد يقول لي ربنا ذكر أهل الكهف
في موطن ولم يذكر الكلب ، هؤلاء شرفوا بالعبودية وشرفوا بالطاعة ، إنما الكلب مش مكلف
، قال العلماء وقال أهل الفهم بأن الحب يرفع صاحبه ولو لم يكن من بني جنسهم ، ولو كان
كلباً .
 
فـــاز كـلـب بـصـحـبــة أهـل كـهــف فـكـيـف يـشـقـى مـن أحـب أهــل بـيـت الـنبي”
لذلك نقول : أن الحب غياث وإن زل القـدم أقول قولي
والمقصود هنا أن الحب غياث اي يسوق صاحبه إلى الطاعة بعد زلة القدم وان المحب قد يخطئ لكن الحب سيسوقه الى ان يتوب ويرضي محبوبه وان المحب لمن يحب مطيع وان العصمة للانبياء ولكن المحب سرعان مايعود وسرعان مايبادر بالتوبه ليس المقصود ان الحب غياث من أصر على المعصيه لكن الحب دافع قوي على الطاعه ودواء شاف للقلب وإن وقع في ذنب فسيندم سريعا خوفا على ان يغضب محبوبه
Share This

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *